تحفيز العصب الحائر عبر الأذن.. علاج جديد لآلام الركبة دون جراحة أو أدوية

يعاني عدد كبير من الأشخاص من آلام الركبة المزمنة التي تعرقل حياتهم اليومية، خصوصًا مع التقدم في السن أو الإصابة بالتهابات المفاصل.

ومع استمرار البحث عن وسائل علاجية فعالة وآمنة، كشفت دراسة حديثة أُجريت في الولايات المتحدة عن تقنية مبتكرة تعتمد على تحفيز العصب الحائر عبر الأذن كوسيلة جديدة لعلاج هذه الآلام دون الحاجة إلى الأدوية أو التدخلات الجراحية.

علاج الركبة عبر الأذن.. تقنية ثورية في الطب العصبي

التقنية الجديدة تعتمد على تحفيز العصب الحائر، المعروف أيضًا باسم العصب العاشر، والذي يمتد من الدماغ إلى أعضاء مختلفة في الجسم، ويلعب دورًا مهمًا في وظائف التنفس والهضم وتنظيم ضربات القلب.
وفي هذه الدراسة التي نُشرت في دورية Osteoarthritis and Cartilage Open، تم اختبار جهاز صغير يُثبت على الأذن ويرسل نبضات كهربائية خفيفة لتحفيز العصب الحائر بفعالية، ما ساعد على تخفيف آلام الركبة لدى مرضى يعانون من التهاب مفصل الركبة.

نتائج أولية مشجعة.. وخطوات مستقبلية واعدة

أظهرت التجربة الأولية على مجموعة محدودة من المرضى تحسنًا ملحوظًا في الألم والقدرة الحركية، مما شجع الباحثين على الإعداد لمزيد من التجارب السريرية الواسعة.
وسيتم خلال المراحل القادمة إشراك فئات متنوعة من المرضى للمقارنة بين هذه الطريقة والعلاجات التقليدية لأوجاع الركبة، لتحديد مدى فعالية الجهاز على نطاق أوسع.

اعتراف سابق يدعم التقنية الجديدة

الجدير بالذكر أن هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) كانت قد اعتمدت مسبقًا استخدام أجهزة تحفيز العصب الحائر لعلاج حالات مثل الصرع والاكتئاب، وهو ما يُعزز ثقة الأوساط الطبية في إمكانية اعتماد التقنية مستقبلاً لعلاج آلام الركبة المزمنة.

الأمل لمرضى المفاصل: تقنية آمنة وبدون آثار جانبية

يرى المتخصصون أن الاعتماد على تحفيز العصب الحائر يمثل نقلة نوعية في مسار الطب العصبي والمفصلي، حيث يمنح المرضى وسيلة علاجية فعالة وبعيدة عن الأدوية والعمليات الجراحية، وبالتالي يقلل من المخاطر والآثار الجانبية المعتادة.

في دقائق… جهاز صغير قد يغير حياة الملايين

إذا ما أثبتت التجارب الموسعة نجاحًا مشابهًا للمرحلة الأولية، فإن هذه التقنية قد تتحول إلى أحد الأعمدة الأساسية في علاج آلام الركبة، وتقدم حلاً مبتكرًا يغيّر حياة الملايين ممن يعانون من مشكلات في المفاصل.